المدن كالأشخاص،
لها روح و شخصية، قد تستقبلك ببرود أو تحتويك من أول نظرة، و كانت لندن مدينة
لظافر، أدرك منذ الوهلة الأولى أن هذه المدينة الرمادية، بحدائقها الشاسعة و
حافلاتها المميزة، بحركيتها المستمرة و عماراتها الشاهقة و متاحفها التي لا تعد و
لا تحصى... لندن المرتمية في أحضان نهر التامز الذي يشع كل ليلة بالأنوار...
لندن، مدينة الثقافة و الفن، مدينة المسرح و الدراما، مدينة الغناء و الاستعراض...
سوف يكون لها دور محوري في حياته.
لندن مدينة ساحرة يمكنه
أن يبدأ فيها حياة جديدة.
كان ظافر قد شارك
كمساعد مخرج في ومضة اشهارية صورت بتونس، وأعجب بشدة باحترافية فريق التصوير
البريطاني و طريقته في العمل. تمنى آنذاك لو كان بإمكانه المشاركة في أعمال
انجليزية إلا أن حاجز اللغة كان عائقا أمام مثل هذه المشاريع، فاللغة الثانية في
تونس هي الفرنسية و لا تتجاوز المفردات الانجليزية التي يتقنها أغلب الشباب عددا
محدودا جدا من الكلمات.
فكر ظافر آنذاك في
تعلم اللغة في لندن، و ربما – مع شيء من الحظ- تتاح له الفرصة أن يشارك في ورشة
تمثيل لعدة أيام. كان برنامج دراسة اللغة الذي حدده يستمر ثلاثة أشهر، و ها
هو يقيم بها منذ أكثر من 15 سنة، فهو يدين للندن بالنجاح و الحب، و يظل وفيا لها بعد
أن منحته كل شيء. و لكن، دعونا لا نستبق الأحداث، فظافر الوافد حديثا على مدينة
الضباب بعد أن جمع بعض المدخرات من عمله في الاخراج و الاعلانات مطالب الآن برفع
أحد أصعب التحديات في حياته: دخول عالم التمثيل من بابه الواسع و هو الذي يبدأ من
الصفر، from scratch
كما يقول الانجليز...
إن الممثل الذي
يبدأ حياته الفنية في انجلترا يعلم جيدا من حيث عليه أن يبدأ، فالباب الذهبي لدخول عالم
التمثيل فيها يمر حتما بتعلم أدواته في أحد معاهدها الشهيرة، إلا أن هذا ليس
بالأمر السهل، فهذه المؤسسات تقوم بامتحانات قبول صعبة Auditions قبل اختيار أي
طالب للانضمام إلى صفوفها. كان ظافر قد حسن لغته بشكل ملحوظ بعد أشهر من دراستها، فتمكن من
اجتياز امتحانات القبول في أحد أشهر هذه المعاهد بنجاح. معهد برمنجهام للخطابة و
الدراما Birmingham School of Speech and Drama ، المسمى
حاليا معهد برمنجهام للتمثيل، يعتبر أحد أفضل المعاهد في بريطانيا، و قد تقدم ظافر
لاجتياز الامتحان الذي كان يتكون من مشهد كوميدي و مشهد درامي و مشهد راقص، و نجح
في اقناع اللجنة و هكذا بدأ رحلة جديدة تواصلت سنتين في مدينة برمنجهام، المدينة
الثانية في انجلترا بعد لندن.
سنتان من الكفاح،
فالعيش و الدراسة في هذه المدينة يتطلبان امكانيات أكبر مما كان متاحا لظافر
آنذاك. كان عليه أن يعيش حياة المهاجر الصعبة و يعمل بجهد ليوفر مصاريف الدراسة،
يوزع وقته بين صفوف الدراسة من جهة و العمل كنادل من جهة أخرى، أما الوقت القليل
الذي يتبقى له في نهاية اليوم، فيخصصه لمراجعة المشاهد التي عليه القيام بها في
المعهد.
العمل إلى جانب
الدراسة مسألة اعتيادية جدا في انجلترا، فأغلب الشباب يغادرون منازل عائلاتهم
للعيش في شقق صغيرة و العمل مساء حتى يتخرجوا، وذلك في اطار ثقافة الاعتماد على
النفس التي تميز الشباب البريطاني، و تعرف ظافر في عمله على العديد من هؤلاء
الشباب الطموحين و قاسمهم أحلام الغد الأفضل...
Those were
the days…
لم يكن ظافر متمكنا
من اللكنة الانجليزية بعد، فكان عليه أن يبحث عن الكلمات التي تستعصي عليه في
المشاهد التي عليه مراجعتها في القاموس ثم يكتبها بطريقة الفونيتيك على الورق
ليستطيع حفظها بالشكل الأمثل، ومن ثم يشتغل على الأداء...
ليكن.... هذه رحلة
كفاح و قد أقدم عليها و هو يعرف ما تتطلبه من تضحيات. و هو متأكد في قرارة نفسه أن
نورا سوف يشع في آخر النفق...
لقطة من مسرحية تخرج ظافر من كلية التمثيل ببرمنجهام سنة 2002
Situs Judi Online Slot88 | Agen Judi Online Bola - Vntopbet
ردحذفJoker123 merupakan 바카라 사이트 situs judi online terpercaya di bk8 Indonesia, oleh permainan slot online dan judi online yang menyediakan varian game matchpoint slot88.