"لو
عرفتِ رجالاً مثل زياد...لما كنت في حاجة إلى خلق أبطال وهميين. هنالك في هذه
الأمة أبطال جاهزون يفوقون خيال الكتّاب.."-أحلام مستغانمي-
يقول عنه خالد بطل رواية الكاتبة المبدعة أحلام مستغانمي ذاكرة
الجسد: "تلك الوسامة الغامضة المخفيّة التي لا تفسير لها... يمكنه أن يكون
حتى بعد موته مغرياً، بذلك الحزن الغامض الساخر. وكأنه يسخر من لحظة كهذه.
وأفهم مرة أخرى أن تكوني أحببته. لقد أحببته قبلك بطريقة أخرى. كما نحب شخصاً نعجب
به ونريد أن نشبهه، لسبب أو لآخر... وكأننا نعتقد في أعماقنا أن الجمال والجنون
والموهبة والصفات التي تبهرنا فيه قد تكون قابلة للعدوى والانتقال إلينا عن طريق
المعاشرة".
كانت الرواية في أيد أمينة فلم توكل مهمة تحويلها إلى
مسلسل لأي كان... فمخرج العمل نجدة إسماعيل أنزور أهم المخرجين السوريين على
الساحة وقد أحسن الاختيار عندما رأى في ظافر العابدين الشاعر والمدرس والمناضل
الفلسطيني زياد الخليل، وأبدع ظافر فعلا في دوره فهو يتقن اللغة العربية الفصحى
ويحمل كل ملامح زياد، وقد جمعته بالفنان السوري جمال سليمان و الممثلة الجزائرية
أمل بوشوشة مشاهد رائعة. وأبدع ظافر في القاء القصائد مثل "تربص بي الحزن لا تتركيني لحزن المساء" و"أميرة عشقي".
يقول زياد لخالد في الحلقة السادسة من المسلسل
"لقد أصبح لبنان وطنا للزلازل والرمال المتحركة، هو المتغير الوحيد وسط أنظمة
لم ولن تتغير، كل هذه المصائب ولم يسقط نظام عربي واحد يا رجل"
ويجيبه خالد ضاحكا "هذا يعني أنك قد خسرت الرهان،
مذ كنا في الجزائر وأنت تراهن على زلزال سياسي هنا أو هناك يغير خارطة هذه
الأمة"
وها قد حدث الزلزال وهوت دمشق، وسوريا التي احتضنت كل
القضايا العربية لم تجد صوتا ينحاز لها، سوريا التي كانت وطنا لكل عربي ضاقت
بأبنائها الأرض على رحابتها حتى لم يجد الأطفال فيها ملجأ غير أمواج البحر...
كان فريق "ذاكرة الجسد" الذي صور الوجع
الجزائري والنضال الفلسطيني كأجمل ما يكون ومخرجه وكاتبة السيناريو وبطله الرئيسي
من سوريا...
عذرا
لشعب لم يجد من يشاركه وجعه حين هوى وطنه وذبلت في حدائق منازله زهور الياسمين،
عذرا لشعب احتوانا دهرا ولم يجد فينا من يعترف بالجميل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شاركونا بآرائكم