الخميس، 17 سبتمبر 2015

قلب الدفاع


بقلم فردوس عبد الرزاق

ولد ظافر زين العابدين يوم 26 نوفمبر 1972 بمدينة تونس في عائلة مترابطة همها الأوحد سعادة الأطفال و حسن تربيتهم. كان لظافر شقيقان و شقيقتان إحداهما أصغر منه و كان ترتيبه قبل الأخير في الأطفال.



كان ظافر في السادسة من عمره عندما شارك المنتخب الوطني لكرة القدم في بطولة العالم بالأرجنتين و تعتبر هذه الفترة الذهبية لكرة القدم في تونس.

حقق الطفل الشقي و الطموح حلمه في السير على خطى كبار اللاعبين بالانضمام إلى أصاغر الفريق العريق بالعاصمة الترجي الرياضي التونسي، وواصل مسيرته الكروية مع الأواسط حيث كان يشغل خطة قلب دفاع (Centre-back) و كان من بين زملائه العيادي الحمروني و المرحوم الهادي بالرخيصة. كان ظافر أحد النجوم الواعدين بالفريق و شغل في وقت ما خطة قائد فريق، إلا أنه توقف عن اللعب لفترة لدراسة الكمبيوتر بفرنسا كما شارك في بعض المباريات مع فريق Paris FC ثم انضم عند عودته لأكابر الترجي الرياضي الجرجيسي مع المدرب المتميز خالد بن يحيى في ما كان يعتقد أنه سيكون فترة قصيرة قبل العودة إلى فريقه الأم، إلا أن حدثين سوف يغيران مجرى الأمور بشكل جذري...

أقعدت إصابة بالركبة ظافر عن مواصلة اللعب لفترة، وتزامنت هذه الإصابة مع سن قانون الاحتراف في تونس، و من شروطه أن يواصل اللعب بجرجيس لسنتين قبل أن يتمكن من العودة إلى العاصمة أو الالتحاق بفريق أجنبي. :كان في الثالثة و العشرين من عمره، و كان يرغب في الاحتراف بفريق أجنبي على غرار العديد من رفقاء دربه، و هو ما بات حلما صعب المنال آنذاك


قرر ظافر تقبل الأمر الواقع و هو يرى العديد ممن شاركوه لعب كرة القدم لسنوات يستعدون للمشاركة في تصفيات كأس العالم: الخير في ما اختاره الله، و ظافر لن يعود للملاعب مرة أخرى و لن يرض بلعب الأدوار الثانية. و كانت هذه نهاية رحلة ظافر العابدين مع الكرة المستديرة.


يقول ظافر و هو يستذكر أيام كرة القدم:
 It was all about team work, perseverance and dreams

الرياضة بشكل عام و كرة القدم بالخصوص لا يمثلان فترة عابرة في حياة ظافر العابدين بل عنصرا هاما جدا في تكوين شخصيته، و سيكون لاختياراته القادمة علاقة وثيقة بهذه الأسس الثلاثة: الإيمان بإمكانية تحقيق الأحلام، الإصرار و المثابرة، و العمل الجماعي.

هناك تعليق واحد:

شاركونا بآرائكم