الثلاثاء، 22 سبتمبر 2015

الأمير

من أين جاء هذا المذيع صاحب الكاريزما والحضور الطاغي الذي لم يشاهده أحد قبل الآن في قناة عربية؟

كان برنامج "أمير الشعراء" الذي عرضت موسمه الأول قناة أبو ظبي الإماراتية سنة 2007 مشروعا ضخما بكل المقاييس فقد كان يهدف إلى اكتشاف المواهب الشعرية من مختلف أنحاء الوطن العربي وتابعه ملايين المشاهدين خصوصا من دول الخليج العربي، كيف لا والشعر ديوان العرب منذ مئات السنين؟ ساهم هذا البرنامج في التعريف بعديد الشعراء الواعدين مثل الشاعر الفلسطيني تميم البرغوثي والفائز الإماراتي عبد الكريم معتوق.

وقد لا يعلم البعض أن الإعلامية المصرية المعروفة والرئيس التنفيذي لشركة بيراميديا نشوى الرويني هي صاحبة فكرة عرض هذا المشروع على ظافر، إثر تجربة مشتركة في بريطانيا.

هكذا هي لندن، يدور في فلكها المبدعون من كل أنحاء الدنيا... وقد يجتمع ممثل تونسي مغترب بإعلامية مصرية ومنتج اسباني في فيلم بريطاني فيبصر النور على إثر ذلك مشروع عربي على أعلى مستوى... هكذا كانت لندن بوابة دخول ظافر إلى العالم العربي، هذه المدينة التي عشقها ظافر فبادلته حبا بحب ومنحته أجمل الفرص.

من أين جاء هذا الأمير وكيف جاء؟ لم يطل تساؤل المشاهدين فقد أقنعهم ظافر بسرعة بثقته التامة في نفسه وابتسامته الدائمة وتمكنه من أدواته في برنامج لا مكان فيه للخطأ. وقد تواصل تصوير البرنامج عدة أشهر قدم فيها ظافر عشرات الساعات من البث المباشر باللغة العربية الفصحى في استوديو ضخم  يجمع ألفين من الحضور مما قد يستعصي على أكثر المذيعين حرفية وتجربة.

لم يخض ظافر العابدين تجربة تقديم البرامج التلفزية أبدا قبل ذلك، ومع ذلك أقدم على هذا المشروع الضخم بكل جرأة. هكذا هو ظافر، لا يتراجع أمام صعوبة التجربة أيا كانت ولا تخيفه. تلك عقلية الرياضي الذي يراهن على نجاح كل مغامرة جديدة يخوضها كلفه ذلك ما كلفه من عمل وتضحيات وسهر.

كانت تلك تجربة ظافر العابدين الأولى مع التقديم ولن تكون الأخيرة، فسيكون له في مستقبل الأيام تجارب عديدة في هذا الميدان وسيكون الورقة الرابحة في عديد التظاهرات الهامة خصوصا في تونس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شاركونا بآرائكم