الاثنين، 21 سبتمبر 2015

قانون اللعبة

الوصول إلى النجاح صعب، لكن الحفاظ عليه أشد صعوبة. و بنهاية مشاركة ظافر في مسلسل دريم تيم، أصبح عليه الآن أن يتبع قواعد اللعبة في إنجلترا التي تتمثل في المرور بوكلاء الأعمال و الدخول في المنافسة الشديدة على الأدوار مع ممثلين من كل أنحاء العالم.
كان العالم يعيش على وقع الحرب على العراق و الأحداث الإرهابية التي يخطط لها تنظيم القاعدة، و كانت أكثر الأدوار التي تعرض على ظافر تتعلق بالحرب أو الإرهاب. أما الطريقة التي تعالج الأعمال بها هذا الموضوع فتختلف من عمل إلى آخر. تميز ظافر فعلا في هذه الفترة في أداء دور الإرهابي بطرق مختلفة، رمان العصبي المتردد في Bombshell، حسن المؤمن بقضيته في Wire in the Blood و المدمغج الواثق من نفسه في Il Mercante di Pietre... 



و يحرص ظافر دائما على أن لا يكون في الأدوار التي يقدمها تعميم لفكرة سلبية عن العرب في مجملهم و لم يشارك في أي عمل يحمل بروباجندا من هذا النوع.
 قدم ظافر كذلك سنة 2006 دورا استثنائيا لإرهابي إسرائيلي يسمي نفسه Sharaf تابع للموساد يقوم بأعمال إجرامية باسم العرب للإساءة لهم، و هو عمل انجليزي يحمل وجهة نظر منحازة للعرب، و ذلك في الموسم الخامس من مسلسل Spooks الإنجليزي الذي عرض على قناة الـــBBC. و لاقى العمل هجوما شديدا من طرف إسرائيل باعتباره يتهم الحكومة الإسرائيلية عن طريق عملاء الموساد بالتخطيط للعمليات الإرهابية التي تنسب للعرب و هو ما نفته إسرائيل قطعيا. و لا شك في أن هذا كان أحد أهم أعمال الإرهاب التي قدمها ظافر.

و شارك ظافر سنة 2007 في أحد أهم الأفلام التي عالجت موضوع تعذيب المعتقلين في السجون أثناء حرب العراق و هو الفيلم البريطاني The Mark of Cain. كان هذا الفيلم يهدف إلى التنديد بما وصل إليه الجنود البريطانيون في هذه الحرب من تجرد من الإنسانية و قدم صورة سيئة للغاية عن المؤسسة العسكرية البريطانية. و كان هذا قطعا أحد أصعب الأدوار التي أداها ظافر لما كانت مشاهد التعذيب تتطلبه من واقعية لم يرق إليها إلا العملاق الراحل نور الشريف رحمه الله في فيلم ليلة البيبي دول

 شكل هذا العمل صدمة في بريطانيا و أثار إعجاب ناشطي حقوق الإنسان و حصل على عدد كبير من التسميات nominations في المسابقات الهامة نظرا لجرأته و الأهمية البالغة التي يكتسيها الموضوع الذي يتناوله وفاز بعديد الجوائز نذكر منها:
BAFTA Award for Best Single Drama
Best Television Film in Monte-Carlo TV Festival
Movies That Matter Award in Rotterdam International Film Festival
وهذه الجائزة الأخيرة صادرة عن احدى أهم المنظمات الداعية لاحترام حقوق الانسان في العالم Amnesty International. 
 
ومن جهة أخرى، لعب ظافر خلال نفس السنة دور معتقل في سلسلة The Whistleblowers

سعى ظافر للتنويع في الأدوار التي قدمها خلال هذه الفترة فشارك في سلسلة Thieves Like us بدور كوميدي لفرنسي يتكلم الإنجليزية بلكنة فرنسية واضحة و ظهر كذلك في سلسلة Coming up كما قام بدور Emre Baran في فيلم Rise of the footsoldier الذي يتناول عالم الجريمة.




كانت لظافر أيضا مشاركة في سلسلة بوليسية معروفة فقد تقمص دور أخصائي في تطوير الذات يقع ضحية جريمة قتل في سلسلة A touch of Frost.


كما كانت له مشاركات في أعمال أخرى نذكر منها:
    - 2005. السلسلة البوليسية 
The Bill
    - 2005. سلسلة حول عالم الأطباء تدعى
Doctors
    - 2006. فيلم قصير ثلاثي الأبعاد
A different Dish
    - 2006. الفيلم الشهير الذي احتفى به النقاد في جميع أنحاء العالم 
Children of Men 

و على الصعيد الشخصي، شاركت ظافر أحد أعماله ممثلة جميلة و رقيقة والتقى بها من جديد على هامش حوار صحفي و أدرك أنها أنسب إنسانة لتشاركه حياته. و لا شك في أن قصة الحب هذه نقطة تحول في حياة ظافر العابدين فقد منحته الاستقرار و السعادة و مكنته من التغلب على مرارة الإحساس بالغربة بعد أن أصبح له في لندن بيت و عائلة.

كان ظافر فخورا جدا و هو يصطحب خطيبته لمشاهدة فيلم 
Da Vinci Code الذي شارك فيه بدور عون فرنسي مع الممثل الشهير توم هانكس. و انتهى الفيلم و لم يظهر المشهد الذي مثل فيه ظافر الذي كان Uncredited و يعود حذف مشهده لأن المخرج تخلى عن ما يزيد عن ساعة من مشاهد الفيلم نظرا لطوله المبالغ فيه... إنه قانون اللعبة !   و هكذا لم يظهر ظافر في فيلم توم هانكس الشهير، وترك للقدر أن يرتب له مواعيد أخرى مع أشهر نجوم هوليود... و ربما مع توم هانكس نفسه من جديد من يدري... 


حقق ظافر عديد النجاحات في بريطانيا و أصبح من الوجوه الواعدة في الساحة، إلا أنه كان يرغب دائما في العمل في بلده تونس من جديد، ليسعد والديه و إخوته بأعمال قريبة منهم، و ليلمح نظرة الفخر في عيونهم، فهم لا شك سعداء بما حققه إلى حد الان في أدواره العالمية لكنهم سيكونون أسعد لو شاهدوه في أدوار تونسية بلغتهم، ثم إن ظافر نفسه اشتاق للعمل في تونس بعد سنوات من الغياب، و لم يطل انتظاره في الحقيقة فقريبا سوف يصبح نجم الدراما الأول في تونس، إثر لقاء مصيري  مع شاب مبدع و طموح، ذلك النوع من اللقاءات التي لا يعرف سرها إلا المكتوب...






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شاركونا بآرائكم