"مكتوب يا مكتوب......عذابي اش الاخـر يا مكتوب، يلاّ قدّم
والا وخّر، يا مكتوب، يا مكتوب..."
بهذه الكلمات من أغنية الراحل الهادي الجويني في بداية
شهر سبتمبر 2008، بدأت رحلة المشاهدين التونسيين مع مكتوب، المسلسل الأكثر نجاحا
في تاريخ الدراما التونسية على مدار أربعة مواسم.
أما اختيار ظافر العابدين للعب دور "محمد علي
الناجي" في المسلسل فقد تم إثر لقاء حدث بينهما على هامش تصوير فيلم
"شهرزاد" الذي سيصبح في ما بعد "آخر ديسمبر" و لنا عودة في
المستقبل إن شاء الله لهذا الفيلم الهام في مسيرة ظافر.
وجد المخرج الواعد ضالته في هذا الشاب الموهوب والوسيم الذي يمثل
دور البطولة في الفيلم و قرر أن يعرض عليه فكرة مسلسله الجديد، وكان
هذا اللقاء الحاسم بداية لتجربة ناجحة وفريدة ستتواصل لسنوات ويصبح ظافر العابدين
على إثرها نجم الدراما الأول في تونس.
ويعتبر الكاستنغ من أهم عوامل نجاح هذا المسلسل وأعمال
سامي الفهري بشكل عام، فقد تعرف المشاهدون على عدد كبير من الوجوه الجديدة التي
سيصبح لها شأن كبير في مستقبل الأيام.
و أدخل هذا المسلسل حركية جديدة في الدراما التونسية و
سارت على خطاه عديد الأعمال الأخرى في السنوات التي تلت عرضه نظرا لما يتميز به من
حداثة و تشويق و معالجة جديدة للقضايا الاجتماعية التي يعيشها التونسيون حيث تطرق
مثلا في جزئه الأول إلى قضية العنصرية ضد السود كما تناول في جزئه الرابع مشكلة
الظروف الصعبة التي يعيشها المساجين.
يلعب ظافر العابدين في هذا المسلسل دورا جديدا عليه لم
يسبق أن قدمه في أعماله الأجنبية، وهو دور الشاب المغرور الانتهازي الذي لا يبالي
بمن حوله في سبيل خدمة مصالحه خصوصا في علاقته مع زوجته شاهيناز (مريم بن مامي)، إلا أن شخصيته تتطور عبر المواسم و نكتشف فيها
نواحي انسانية جديدة سواء من خلال قصة الحب الصادقة التي تربطه بابتسام التي لعبت
دورها النجمة هند صبري في الجزء الثاني أو من خلال صداقته خلال الجزء الرابع مع
ياسين (بلال الباجي) وحليمة (ليلى بن خليفة) اللذان ينتميان للطبقة الشعبية.
و تميزت شخصية محمد علي الناجي كذلك بخفة الدم و النكتة
الحاضرة باستمرار حتى أن الشارع التونسي أصبح يتداول "الافيهات" التي
اشتهر بها، كما أن وسامته لفتت انتباه الفتيات في تونس حتى أطلق عليه البعض لقب
مهند تونس
ولا يبالي ظافر العابدين في الحقيقة بالألقاب ولا تعنيه
كما لا يهتم بترتيب اسمه في التترات و لا يهمه من العمل إلا قيمته الفنية والإضافة
التي يمكن أن يقدمها له. كما أن شخصيته، باستثناء خفة الروح والجلسات المرحة مع
الأصدقاء والشغف بكرة القدم والعلاقة المتميزة مع الأم، لا تمت بصلة لمحمد علي الناجي، خصوصا ما يتميز به هذا الأخير من غرور،
فلظافر مبدآن لا يحيد عنهما أبدا: الحرفية والتواضع.
ولم يكن مكتوب في الحقيقة المسلسل الأول الذي يقدمه ظافر العابدين في رمضان فقد سبق له منذ سنوات أن لعب دور قيس في مسلسل إخوة وزمان من إخراج حمادي عرافة وهو دور شاب مستهتر يعيش على الطريقة الأوروبية ويفشل بسبب ذلك في الحفاظ على علاقة الحب التي تجمعه بريم بطلة المسلسل. إلا أن مسلسل مكتوب كان تأشيرة العبور الحقيقية لقلوب المشاهدين في تونس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شاركونا بآرائكم