الخميس، 24 سبتمبر 2015

ضريبة الفن

لم يكن مكتوب العمل التونسي الوحيد الذي عرض لظافر في تونس في سنة 2008 فقد شارك صديقه أحمد الأندلسي بطولة الفيلم القصير "لعب صغار" (Chassé Croisé) من اخراج محمد بن بشر، في دور سفيان العائد من بلاد الغربة الذي يجتمع من جديد بأصدقاء الطفولة سامي و منية وملاك و تعود معه ذكريات الماضي المنسي منذ سنوات.









  كما كان لظافر في السنة الموالية حضور في فيلم رجاء العماري "الدواحة" الذي يروي حكاية ثلاث نساء يعشن في عزلة تامة في منزل مهجور و يلعب ظافر دور علي الذي تملك عائلته المنزل والذي يثير وجوده مع صديقته فيه زوبعة في حياة الثلاث نساء وخصوصا بطلة الفيلم عائشة. 



تعود رجاء العماري بهذا الفيلم إلى موضوع الكبت والحرمان وثقل الموروث الثقافي والاجتماعي الذي سبق وعالجته في فيلمها السابق الحرير الأحمر.

وواجه ظافر نقدا من البعض لصغر مساحة دوره في الفيلم ولكنه كما سبق و أشرنا إلى ذلك لا يقيم الأدوار من هذا المنظار، فهو يهتم أولا بالقيمة الفنية للعمل والطاقم الفني المشارك فيه ومدى اختلافه عما سبق و قدمه من أدوار. يهتم كذلك كثيرا بما سيتعلمه شخصيا من التجربة التي يخوضها ومن الفنانين الذين يتعامل معهم، والحقيقة أن لعلي، رغم قلة مشاهده، أهمية بالغة في مسار الفيلم حيث يكون له ولنمط الحياة الذي يعيشه مع صديقته التأثير البالغ في نفسية عائشة التي أبدعت في القيام بدورها الفنانة حفصية حرزي و كذلك في تطور أحداث الفيلم بشكل عام.
 
كانت هذه الفترة مليئة بالنجاحات، وشهدت عودة ظافر بقوة إلى الساحة التونسية سواء في السينما أو التلفزيون، ولكنه لم يشعر بالغربة يوما كما شعر بها ذات شتاء... كان في إنجلترا عندما وصله نبأ وفاة والده رحمه الله وجعل مثواه الجنة.

إنها ضريبة الفن، أن تكون حقائبك جاهزة استعدادا للسفر في أي وقت، و أن يكون عليك أن تغادر تاركا وراءك دائما شيئا منك، وقد يكون ما تتركه أحيانا أغلى ما لديك.

صورة لوالد ظافر رحمه الله ووالدته أطال الله عمرها


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شاركونا بآرائكم